سورة يوسف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


{سوف أستغفر لكم ربي} أخَّر ذلك إلى السَّحَر؛ ليكون أقرب إلى الإجابة، وكان قد بعث يوسف عليه السًّلام مع البشير إلى يعقوب عليه السَّلام عُدَّة المسير إليه، فتهيَّأ يعقوب وخرج مع أهله إليه، فذلك قوله: {فلما دخلوا على يوسف آوى إليه} أَيْ: ضمَّ إليه {أبويه} أباه وخالته، وكانت أمُّه قد ماتت، {وقال ادخلوا مصر} وذلك أنَّه كان قد استقبلهم، فقال لهم قبل دخول مصر: ادخلوا مصر آمنين إن شاء الله، وكانوا قبل ذلك يخافون دخول مصر إلاَّ بجوازٍ من ملوكهم.


{ورفع أبويه على العرش} أجلسهما على السَّرير {وخرُّوا له سجداً} سجدوا ليوسف سجدة التَّحيَّة وهو الانحناء. {وقد أحسن بي} إليَّ {إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو} وهو البسيط من الأرض، وكان يعقوب وولده بأرض كنعان أهل مواشٍ وبريَّة {من بعد أن نزغ الشيطان} أفسد {بيني وبين إخوتي} بالحسد {إنَّ ربي لطيف لما يشاء} عالم بدقائق الأمور {إنَّه هو العليم} بخلقه {الحكيم} فيهم بما شاء، ثمَّ دعا ربَّه وشكره فقال: {رب قد آتيتني من الملك} ملك مصر {وعلمتني من تأويل الأحاديث} يريد: تفسير الأحلام {فاطر السموات والأرض} خالقهما ابتداءً {توفني مسلماً} اقبضني على الإِسلام {وألحقني بالصالحين} من آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عليهم السَّلام. يريد: ارفعني إلى درجاتهم.
{ذلك} الذي قصصنا عليك من أمر يوسف من الأخبار التي كانت غائبة عنك، وهو قوله {من أنباءِ الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم} لدى إخوة يوسف {إذ أجمعوا أمرهم} عزموا على أمرهم {وهم يمكرون} بيوسف.
{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجو أن تؤمن به قريش واليهود لمَّا سألوه عن قصَّة يوسف، فشرحها لهم فخالفوا ظنَّه، فقال الله: {وما أكثر الناس ولو حرصت} على إيمانهم {بمؤمنين} لأنَّك لا تهدي مَنْ أحببت، لكنَّ الله يهدي مَنْ يشاء.


{وما تسألهم عليه} على القرآن {من أجرٍ} مالٍ يعطونك {إن هو} ما هو {إلاَّ ذكر للعالمين} تذكرةٌ لهم بما هو صلاحهم. يريد: إنَّا أزحنا العلَّة في التَّكذيب حيث بعثناك مُبلِّغاً بلا أجرٍ، غير أنَّه لا يؤمن إلاَّ مَن شاء الله سبحانه وإنْ حرص النبيُّ صلى الله عليه وسلم على ذلك.
{وكأين} وكم {من آية} دلالةٍ تدلُّ على التَّوحيد {في السموات والأرض} من الشَّمس والقمر والنُّجوم والجبال وغيرها {يمرُّون عليها} يتجاوزونها غير مُتفكِّرين ولا معتبرين، فقال المشركون: فإنَّا نؤمن بالله الذي خلق هذه الأشياء، فقال: {وما يؤمن أكثرهم بالله} في إقراره بأنَّ الله خلقه، وخلق السَّموات والأرض إلاَّ وهو مشركٌ بعبادة الوثن.
{أفأمنوا} يعني: المشركين {أن تأتيهم غاشية من عذاب الله} عقوبة تغشاهم وتنبسط عليهم.
{قل} لهم {هذه} الطَّريقة التي أنا عليها {سبيلي} سنَّتي ومنهاجي {أدعوا إلى الله} وتمَّ الكلام، ثمَّ قال: {على بصيرة أنا} أَيْ: على دينٍ ويقينٍ {ومن اتبعني} يعني: أصحابه، وكانوا على أحسن طريقة {وسبحان الله} أَيْ: وقل: سبحان الله تنزيهاً لله تعالى عمَّا أشركوا {وما أنا من المشركين} الذين اتَّخذوا مع الله ندَّاً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8